أيها المريد | الحلقة 10 | الرياء | علي الجفري by alhabibali published on 2020-05-06T13:45:02Z الحمد لله حمداً نتحقق به بصدق الإخلاص في الوجهة، ونكون به ممن امتلأت قلوبهم بأنواره سبحانه وتعالى، حتى لا يبقى فيها متسعاً لشريك تلتفت حال العمل إليه، وصلى الله على سيدنا محمد إمام أهل حقائق الإخلاص وعلى آله وصحبه ومن سلك على نهجه إلى يوم الدين.. لعلكَ أخي لعلكِ أختي من المجلس الماضي إلى الأن قد أعملتما الفكر؟ هل فكرت في كيفية تخليص قلبك من مشكلة الكبر؟ هل تذكرت أصل خِلقتك؟ هل تذكرت مآلك إلى حفرة يهال عليك فيها التراب؟ هل تذكرت فيما بين ذلك أنك لا تملك شيئاً إلا ما أعطاك الله تعالى إياه، ثم هل تنبهنا إلى بعض الأعمال التي يمكن أن تساعدنا على التحقق بالتواضع، كم لقيت من الناس فابتدأتهم بالسلام هل لك صديق كانت بينك وبينه وحشة نزغ الشيطان بينكم فبادرته أنت بإلقاء السلام عليه، هل قصدت إنسانا كنت ترى فيه نوعاً من الإساءة إليك فقبلت أن تكسر نفسك في طلب الصلح، هذه أعمال، عندك شجاعة أكثر؟ عندك قوة أكبر؟ عندك همة كسائر مريد إلى الله؟، المسجد الذي بجانب بيتك فكر ولو مرة في الاسبوع أن تنظف مرحاضاً من مراحيضه، صعبة؟! هذا سلوك، سير إلى الله عزوجل، والله فيه تطهير لداخلك أنت، ليست القضية المكان الذي ستنظفه لكن فيها تنظيف لك أنت، صعبة قليلاً؟ ابدأ في بيتك خفف عمن يخدم في البيت عندك إذا كان في البيت من يخدم، خفف عن زوجتك قم ونظف معها وساعدها في التنظيف.. صعبة أيضاً؟! لا!!.. المشكلة كبيرة عندك، إذا صعب عليك حتى أن تنظف مجلس في بيتك أو حماما في بيتك أو مطبخا في بيتك تغسل شيئاً من الأواني في البيت، لايضحك عليك الشيطان تقول: لا أنا رجل لا يتناسب مع الرجولة ..انتبه!!..لاتغلط سيد الرجال صلى الله عليه وسلم كان يقم المنزل يعني يكنسه، يرقع الثوب ويغسله، يخصف النعل يحمل القربة على كتفه، يقوم في خدمة أهله .. هذا تهذيب للنفس قال عن نفسه صلوات ربي عليه وعلى آله: “إنما أنا عبد آكل كما يأكل العبد وأجلس كما يجلس العبد” تعرف ما المناسبة في هذا الحديث نظرت إله امرأة فوجدته يأكل مع بعض العبيد والضعفاء فقالت: ما لهذا يجلس كما يجلس العبد ويأمل كما يأكل العبد تريد نوع من التعيير أو شيء من ذلك، فقال النبي: “صدقتِ إنما أنا عبد آكل كما يأكل العبد وأجلس كما يجلس العبد” هذه الحقيقة أنا عبد لله عزوجل.. أتت إليه جارية من النساء وهو متوجه في بعض شؤون الأمة مع أصحابه.. من الشؤون المهمة.. فجاءته امرأة كان يشار إليها بأن في عقلها شيء مثلما يقولون الأن عندنا من ذوي الإحتياجات الخاصة أو معوقة أو توحد أو شيء من ذلك، فجاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: أريد أن أتحدث إليك يا رسول الله فتوقف، وقال: هلمي تكلمي، فقالت: لا أريدك وحدك، فقال: اختاري ما شئت من طرقات المدينة وآتيكِ إليه، فقالت: ذاك المكان فقام إليها وجلس وتكلم معها حتى قضى حاجتها وعاد إلى أصحابه وانصرف إلى سبيله، هذا نبيك وهذا قدوتك صلوات ربي وسلامه عليه.. تأتي هرة فتنظر إلى الإناء في حجرته الشريفة ويرى فيها أثر العطش فيصغي (يميل) لها الإناء حتى تشرب ويشرب هو صلى الله عليه السلام، تنظر السيدة عائشة فقال: “ياعائشة إنها من الطوافات” تطوف علينا تذهب وتأتي وليست بنجسة، التقزز مما حكم الشارع بنجاسته، نتقزز من نجاسته لا من ذاته، ولا حتى الكلب على ما جاء من حكم نجاسة سوره، قال بعض العلماء: بأنها مغلظة مع ذلك لا يجوز احتقار الكلب، تنظر إلى الكلب باحتقار؟ تحتقر الصنعة أم الصانع؟