أيها المريد | الحلقة 17 | معاني الصلاة | علي الجفري by alhabibali published on 2020-05-06T13:44:58Z الحمد لله، حمداً نكرم به بكمال التوفيق لحسن الدخول إلى حضرته إذا صلينا، وصلى الله وسلم على إمام أهل الحضور مع الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه ومن سلك نهجه إلى يوم الدين وبعد.. هل استشعرت أيها المريد معنى الدخول إلى حضرة الله في تكبيرة الإحرام، ومن استمع إلى هذا الكلام ثم عاد بعدها بليلة ممن شاهد وسمع، هل استحضر هذا المعنى فدخل إلى الصلاة دخول أصحاب القلوب.. الله أكبر، عندها انتهى الحديث وبها يُبتدَأ.. في المجلس الماضي توصلنا بعد ذكر الاستعداد للدخول إلى الصلاة إلى لحظة الدخول إلى الصلاة، وذكرنا استشعار قلوبنا لمعنى الدخول إلى حضرة الله، فإذا رفعت يديك فألقيت ما سواه وراء ظهرك وقلت الله أكبر جامعاً لهمك وقلبك عليه وانتقلت من جميع ما يحيط بك من الأكوان، ومن جميع ما يختلجك أنت في كونك فأنت كون في داخلك، وألقيت جميع ذلك وراء ظهرك ودخلت إلى حضرته (الله أكبر)، شرعت في الاستفتاح طالباً الفتح منه سبحانه وتعالى، بأي صيغة من الصيغ التي وردت عنه صلى الله عليه وسلم “وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض….” قال الإمام الحسن ابن صالح البحرالجفري رحمه الله تعالى في كتابه (صفة صلاة المقربين): (واحذر أن يكذب حالك مقالك) أنت تقول وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض.. فهل أنت متوجه إليه في تلك اللحظة؟ أم أن قلبك مخالف للمعنى الذي تقول؟ أو إذا أخذت بالرواية الأخرى (إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين….) هل استشعرت معنى أن كلياتك لله رب العالمين الآن؟ صلاتك، نسكك، محياك، مماتك، هل كلها أصبحت لله رب العالمين؟ هذا معنىً من معاني حقائق التوحيد ودقائق التوحيد ألا تشركه في الحضور معه في حضرته مع سواه جل جلاله..