محمود سامي البارودي - يا صارم اللحظ - حمدي جابر by Hamdy Gaber published on 2020-12-16T12:16:35Z شعر رب السيف والقلم محمود يامي البارودي القاء وإخراج حمدي جابر يا صارِمَ اللَّحْظِ مَنْ أَغْرَاكَ بِالْمُهَجِ حَتَّى فَتَكْتَ بِهَا ظُلْماً بِلا حَرَجِ ما زالَ يَخْدَعُ نَفْسِي وَهْيَ لاهِيَةٌ حَتَّى أَصَابَ سَوادَ الْقَلْبِ بِالدَّعَجِ طَرْفٌ لَو أَنَّ الظُّبَا كَانَتْ كَلَحْظَتِهِ يَومَ الْكَرِيهَةِ مَا أَبْقَتْ عَلَى وَدَجِ أَوْحَى إِلَى القَلْبِ فانْقَادَتْ أَزِمَّتُهُ طَوْعاً إِلَيْهِ وَخلَّانِي وَلَمْ يَعُجِ فَكَيْفَ لِي بِتَلافِيهِ وَقَدْ عَلِقَتْ بِهِ حَبائِلُ ذاكَ الشَّادِنِ الْغَنِجِ كَادَتْ تُذِيبُ فُؤادِي نارُ لَوْعَتِهِ لَوْ لَمْ أَكُنْ مِنْ مَسِيلِ الدَّمْعِ في لُجَجِ لَوْلا الْفَواتِنُ مِنْ غِزْلانِ كَاظِمَةٍ مَا كانَ لِلْحُبِّ سُلْطَانٌ عَلَى المُهَجِ فَهَلْ إِلَى صِلَةٍ مِنْ غَادِرٍ عِدَةٌ تَشْفِي تَبارِيحَ قَلْبٍ بِالْفِراقِ شَجِ أَبِيتُ أَرْعَى نُجُومَ اللَّيْلِ في ظُلَمٍ يَخْشى الضَّلالَةَ فيها كُلُّ مُدَّلِجِ كَأَنَّ أَنْجُمَهُ والجَوُّ مُعتَكِرٌ غِيدٌ بِأَخْبِيَةٍ يَنْظُرْنَ مِنْ فُرَجِ لَيْلٌ غَيَاهِبُهُ حَيْرَى وأَنْجُمُهُ حَسْرَى وَساعاتُهُ فِي الطُّولِ كالْحِجَجِ كَأَنَّما الصُّبْحُ خافَ اللَّيْلَ حِينَ رَأَى ظَلْمَاءَهُ ذاتَ أَسْدادٍ فَلَمْ يَلِجِ فَلَيْتَ مَنْ لامَنِي لانَتْ شَكِيمَتُهُ فَكَفَّ عَنِّي فُضُولَ الْمَنطِقِ السَّمِجِ يَظُنُّ بِي سَفَهاً أَنِّي عَلَى سَرَفٍ وَلا يَكَادُ يَرَى ما فِيهِ مِنْ عِوَجِ فاعْدِلْ عَنِ اللَّوْمِ إِنْ كُنْتَ امْرَأً فَطِنَاً فَاللَّوْمُ في الْحُبِّ مَعْدُودٌ مِنَ الْهَوَجِ هَيْهَاتَ يَسْلُكُ لَوْمُ الْعَاذِلِينَ إِلَى قَلْبٍ بِحُبِّ رسُولِ اللهِ مُمْتَزِجِ هُوَ النَّبِيُّ الَّذي لَوْلا هِدَايَتُهُ لَكانَ أَعْلَمُ مَنْ فِي الأَرْضِ كَالْهَمَجِ أَنَا الَّذي بِتُّ مِنْ وَجْدِي بِرَوْضَتِهِ أَحِنُّ َشْوقاً كَطَيْرِ الْبَانَةِ الْهَزِجِ هَاجَتْ بِذِكْرَاهُ نَفْسِي فَاكْتَسَتْ وَلَهاً وَأَيُّ صَبٍّ بِذِكْرِ الشَّوْقِ لَمْ يَهِجِ فَمَا احْتِيَالِي وَنَفْسِي غَيْرُ صَابِرَةٍ عَلَى البُعَادِ وَهَمِّي غَيْرُ مُنْفَرِجِ لا أَسْتَطِيعُ بَرَاحاً إِنْ هَمَمْتُ وَلا أَقْوَى عَلَى دَفْعِ مَا بِالنَّفْسِ مِنْ حِوَجِ لَوْ كانَ لِلْمَرْءِ حُكْمٌ فِي تَنَقُّلِهِ مَا كانَ إِلَّا إِلَى مَغْنَاهُ مُنْعَرَجِي فَهَلْ إِلَى صِلَةِ الآمَالِ مِنْ سَبَبٍ أَمْ هَلْ إِلَى ضِيقَةِ الأَحْزَانِ مِنْ فَرَجِ يَا رَبِّ بِالْمُصْطَفَى هَبْ لِي وَإِنْ عَظُمَتْ جَرائِمِي رَحْمَةً تُغْنِي عَنِ الْحُجَجِ وَلا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي فَإِنَّ يَدِي مَغْلُولَةٌ وَصَباحِي غَيْرُ مُنْبَلِجِ مَا لِي سِواكَ وَأَنْتَ الْمُسْتَعانُ إِذَا ضَاقَ الزِّحَامُ غَدَاةَ المَوقِفِ الْحَرِجِ لَمْ يَبْقَ لِي أَمَلٌ إِلَّا إِلَيْكَ فَلا تَقْطَعْ رَجَائِي فَقَدْ أَشْفَقْتُ مِنْ حَرَجِي Genre Classical