شخصية الله – حلقة 21– صفات الله الأدبية – الحكمة by مدرسة المسيح published on 2015-12-03T13:26:07Z تعريف الحكمة الاستخدام الكامل المحب المعطي للقدرات الشخصية لصالح الآخر، فالله يعرف الخير للإنسان ويريده له ويقدر أن يصنعه، وعكسها هو استخدام قدراتنا الشخصية من ذكاء وغنى وعلاقات بمكر لنأخذ ما ليس من حقنا من الآخرين أي هو الاستخدام الأناني لهذه القدرات. من هذا التعريف، نرى مزيج من بعض الصفات الرائعة التي يتصف بها الله فهو محب يريد أن يصنع الخير للبشر وهو قدير يستطيع أن يصنعه وفي نفس الوقت هو كلي المعرفة لأنه يعرف خير الإنسان "مَا أَعْظَمَ أَعْمَالَكَ يَا رَبُّ! كُلَّهَا بِحِكْمَةٍ صَنَعْتَ. مَلآنَةٌ الأَرْضُ مِنْ غِنَاك"َ (مز104: 24) مظاهر إعلان حكمة الله • الخلق "الرَّبُّ بِالْحِكْمَةِ أَسَّسَ الأَرْضَ أَثْبَتَ السَّمَاوَاتِ بِالْفَهْمِ" (أم3: 19 ( من البداية صمم الله الكون وصنع الارض والسماوات مسكناً للإنسان... ليس هذا فقط بل كما هو مكتوب غرس جنة شرقي عدن ليضع فيها آدم الذي خلقه, كل هذا لأجل الإنسان وراحته وليس لسكنى الله وراحته. وعندما يأخذ الله الذين هم له من الأرض سيُزيل هذه السموات وهذه الارض ويخلق أرضاً جديدة وسماءً جديدة يسكن فيها البر. • الفداء الانسان الذي خلقه الله وأبدع لأجله شوهته الخطية، وأراد الشيطان أن يخطفه من يده، فصنع ودبر له الله خطة للفداء والخلاص من براثن إبليس، ونفذ هذه الخطة في عمق التاريخ الإنساني عندما دبر لآدم وحواء أقمصة من جلد ذبيحة لكي يسترهما بعد سقوطهما في جنة عدن، وكأنه يشير إلى ضرورة الذبيحة ثم وعد آدم بأن نسل المرأة يسحق رأس الحية. بعده، العهد مع إبراهيم بأن يباركه ويجعله بركة وأن فيه تتبارك جميع الامم، ثم إعطاءه الناموس لكي يكون مؤدبنا إلى المسيح وتأسيس نظام الذبائح التي تشير للمسيح... • الكنيسة بعد أن خلقنا الله وأبدع في خلقنا، شوهتنا الخطية فأعاد خلقتنا، وأعد لنا عائلة سماوية نعيش وسطها، ومدرسة لنتعلم فيها الحق، وجسد ننتمي إليه لنخدم بعضنا البعض، ومائدة مقدسة نتناول فيها كلنا لنصير متحدين معاً ورأسنا المسيح، لتسري فينا عصارة المسيح فنغدو كرمة شاهدة عن المسيح تفتن المسكونة وتحمل الفداء إلى كل العالم موقف الله من الإنسان بعد كل غنى الحكمة التي يستعرضها الله أمامنا يدعونا أن نشاركه حكمته لكي نحضر كل إنسان ليس غير المؤمن فقط بل المؤمن أيضاً ليتكمل في المسيح. "الَّذِي نُنَادِي بِهِ مُنْذِرِينَ كُلَّ انْسَانٍ وَمُعَلِّمِينَ كُلَّ انْسَانٍ، بِكُلِّ حِكْمَةٍ، لِكَيْ نُحْضِرَ كُلَّ انْسَانٍ كَامِلاً فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ" )كو1: 28( وإن لم تكن لنا هذه الحكمة فالله يشجعنا أن نطلبها لآن عنده كل الحكمة ويريد ويستطيع أن يعطينا إياها ويعد الملك سليمان مثالاً هاماً على ذلك، فعندما تولى المملكة خلفاً لداود أبيه، كلمه الله في حلم وقال له: .... [اسْأَلْ مَاذَا أُعْطِيكَ] ... وَالآنَ أَيُّهَا الرَّبُّ إِلَهِي، أَنْتَ مَلَّكْتَ عَبْدَكَ مَكَانَ دَاوُدَ أَبِي، وَأَنَا فَتىً صَغِيرٌ لاَ أَعْلَمُ الْخُرُوجَ وَالدُّخُولَ. وَعَبْدُكَ فِي وَسَطِ شَعْبِكَ الَّذِي اخْتَرْتَهُ شَعْبٌ كَثِيرٌ لاَ يُحْصَى وَلاَ يُعَدُّ مِنَ الْكَثْرَةِ. فَأَعْطِ عَبْدَكَ قَلْباً فَهِيماً لأَحْكُمَ عَلَى شَعْبِكَ وَأُمَيِّزَ بَيْنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ، لأَنَّهُ مَنْ يَقْدُرُ أَنْ يَحْكُمَ عَلَى شَعْبِكَ الْعَظِيمِ هَذَا؟ فَحَسُنَ الْكَلاَمُ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ، لأَنَّ سُلَيْمَانَ سَأَلَ هَذَا الأَمْرَ. فَقَالَ لَهُ اللَّهُ: [مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ قَدْ سَأَلْتَ هَذَا الأَمْرَ وَلَمْ تَسْأَلْ لِنَفْسِكَ أَيَّاماً كَثِيرَةً وَلاَ سَأَلْتَ لِنَفْسِكَ غِنًى وَلاَ سَأَلْتَ أَنْفُسَ أَعْدَائِكَ، بَلْ سَأَلْتَ لِنَفْسِكَ تَمْيِيزاً لِتَفْهَمَ الْحُكْمَ، هُوَذَا قَدْ فَعَلْتُ حَسَبَ كَلاَمِكَ. هوذا أَعْطَيْتُكَ قَلْباً حَكِيماً وَمُمَيِّزاً حَتَّى إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ مِثْلُكَ قَبْلَكَ وَلاَ يَقُومُ بَعْدَكَ نَظِيرُكَ. وَقَدْ أَعْطَيْتُكَ أَيْضاً مَا لَمْ تَسْأَلْهُ، غِنًى وَكَرَامَةً حَتَّى إِنَّهُ لاَ يَكُونُ رَجُلٌ مِثْلَكَ فِي الْمُلُوكِ كُلَّ أَيَّامِكَ. فَإِنْ سَلَكْتَ فِي طَرِيقِي وَحَفِظْتَ فَرَائِضِي وَوَصَايَايَ كَمَا سَلَكَ دَاوُدُ أَبُوكَ فَإِنِّي أُطِيلُ أَيَّامَكَ]".(1مل3: 5- 14) لم يطلب سليمان الغنى أو طول الأيام أو أنفس أعدائه بل طلب الفهم والتمييز والحكمة لكي يحكم في وسط الشعب فأعطاه الله ما لم يطلبه من غنى وكرامة. إن الله يريد ويستطيع أن يعطينا الحكمة لذلك دعونا نطلب الحكمة الالهية التي من فوق حتى نتمكن من خدمة بعضنا البعض في جسد الرب يسوع. Genre Religion & Spirituality