مأوى النعمة - نجيب محفوظ by Hesham Elsherbiny published on 2020-08-12T16:16:50Z ما أجمل العصفور في طيرانه وشدوه. مرة في سكرة من النشوة هتفتُ: يا ليتني خُلقت عصفورا. وإذا بي أنقلب عصفورًا يحلق ويشدو، يثب من غصن إلى غصن. ومن خبرتي السابقة حذرت القطط والزواحف وعشقت شعاع الشمس. منذ قديم وأنا أغبط العصافير على تحليقها ورؤيتها لجمال حبيبتي الذي لا يبلغه الهائمون فوق الأرض، أيقنت مع الجهد الضائع أنه لا سبيل إلى الفوز إلا بالطيران واستراق النظر من فوق هامات الشجر. وجعلت أخطف النظرات المحترقة بالأشواق وهي تتهادى في أعماق البيت. وارتويت برحيق الهناء حتى ثملت. ويومًا رأيت فوق السطح طبقًا مملوءًا بالقرطم، فتحلب ريقي، ونسيت الحذر وطرت نحو الطبق، وحططت عليه، ورحت ألتقم بمنقاري الحب بنهم وسرور. وإذا بيد تقبض عليَّ بحنان وصوت عذب يقول: أخيرًا وقعت.. وأودعتني القفص، وقد بعث مسها في كياني سكرة لا تجيئ إلا من خمر الفراديس. وكلما فاض كأس حظي بالسعادة، أقبلت بحسنها الدُّري لترنو إليَّ وتقدم لي الماء والغذاء. وهأنذا يغمرني جنون السرور والفرح. وفي أوقات الفراغ أتطلع إلى جماعات العصافير فوق الشجرة سعيدة بين الشدو والطيران، ولكن لا شدوها ولا طيرانها بشيء يذكر إلى جانب قرب الحبيب. - مأوى النعمة - قصة للأديب الكبير نجيب محفوظ - من المجموعة القصصية: أصداء السيرة الذاتية - إلقاء: هشام الشربيني Comment by Hagar Allam ❤️❤️❤️ 2020-12-11T18:19:25Z Comment by jacqueline samir ❤️❤️ 2020-09-24T18:18:50Z Comment by 𝑫𝒆𝒍𝒖𝒔𝒊𝒐𝒏✨🌻 background العود لمين ❤️ 2020-08-22T08:05:25Z Comment by Quotes انهي رواية ؟ 2020-08-17T20:57:27Z