أروع ما سمعت في النصح | تائية أبو إسحاق الإلبيري by Muhammad Eid El-Sawy || published on 2021-01-25T16:36:10Z قصيدة إشفاق والد للشاعر أبي إسحاق إبراهيم بن مسعود الإلبيري الأندلسي تَـفُـتُّ فـؤادكَ الأيـامُ فَتَّا وتَنْحِتُ جِسمَكَ الساعاتُ نَحتا وتَدْعُوكَ المنونُ دُعاءَ صِدقٍ ألا يا صاحِ : أنتَ أريدُ ، أنتا أراكَ تُـحِبُ عِرساً ذات غَدرٍ أبـتَّ طَـلاقـها الأكياسُ بَتَّا تـنامُ الدهرَ ويحكَ في غطيطٍ بِـهـا حَـتى إذا مِتَّ انتبهتا فـكـم ذا أنتَ مَخدوعٌ وحتى مَـتى لا ترعوِي عَنها وحَتى أبـا بـكـرٍ دَعَوْتُكَ لو أَجَبتا إلـى مـا فيه حَظُّكَ إن عَقَلْتا إلـى عـلـمٍ تكونُ به إماماً مُـطاعاً إن نَهَيتَ وإنْ أَمَرْتَا وتـجلو ما بعينك مِنْ عَشَاها وتَـهْـديكَ السبيلَ إذا ضَلَلْتَا وتَـحملُ مِنهُ في نادِيكَ تاجاً ويـكسوكَ الجمالَ إذا اغتربتا يَـنَـالُـكَ نَفعُهُ ما دُمْتَ حَيا ويَـبـقى ذُخْرُهُ لكَ إنْ ذَهَبتا هُوَ العَضْبُ المُهنَّدُ ليسَ يَنبُو تُـصِيبُ بِهِ مَقاتلَ مَنْ ضَربتا وكَـنـزٌ لا تخافُ عليهِ لِصاً خَفيفُ الحملِ يُوجدُ حيثُ كنتا يَـزيـدُ بِـكَثرَةِ الإنفاق منهُ ويـنـقـصُ أن بهِ كفاً شَدَدْتا فـلو قد ذُقْتَ من حلواه طَعماً لآثَـرْتَ الـتـعلُّمَ واجتهدتا ولـمْ يَشغلكَ عنهُ هَوىً مُطاعٌ ولا دُنـيـا بِـزُخْـرُفِها فُتِنتا ولا ألـهاكَ عنهُ أنيقُ رَوْضٍ ولا خِـدْرٌ بِـرَبْـرَبِـهِ كَلِفتا فَـقوتُ الروحِ أرواحُ المعاني وليس بأنْ طَعِمتَ وأن شَرِبْتا فـواظِـبـهُ وخـذ بالجدِّ فيهِ فـإنْ أعـطـاكَـهُ اللهُ أخذْتا وإنْ أُوتـيـتَ فِيهِ طَويلَ باعٍ وقـال الـناسُ إنَّكَ قد سبقتا فـلا تـأمـنْ سُؤالَ اللهِ عنهُ بتوبيخٍ : عَلِمتَ فهل عَمِلْتا ؟ فـرأسُ الـعِلمِ تَقوى اللهِ حقاً ولـيس بأن يُقال : لقد رأستا وَضافي ثوبِكَ الإحسانُ لا أنْ تُـرى ثَوبَ الإساءةِ قد لَبِستا إذا مـا لـم يُفِدْكَ العِلمُ خيراً فـخـيرٌ منهُ أن لو قد جَهِلتا وإنْ ألـقَـاكَ فَهْمُكَ في مهاوٍ فـلـيـتكَ ثُمَّ ليتكَ ما فَهِمتا ستجني من ثمار العجزِ جَهلاً وتَصْغُرُ في العيونِ إذا كَبِرتا وتُـفـقَدُ إن جهِلتَ وأنتَ باقٍ وتُـوجَدُ إن عَلِمْتَ وقدْ فُقِدتا وتَـذكـرُ قَولتي لكَ بعدَ حِينٍ وتَـغـبِـطها إذا عَنها شُغِلتا لَـسوفَ تَعَضُّ من نَدَمٍ عليها ومـا تـغني الندامةُ إن نَدِمتا إذا أبصرتَ صَحْبَكَ في سماءٍ قـد ارتفعوا عليك وقد سَفَلْتَا فَـراجِعها ودَعْ عنك الهوينى فَـما بالبُطـءِ تُدرِكُ ما طَلَبتا ولا تـحـفلْ بمالِكَ والهُ عنهُ فـلـيـسَ المالُ إلاّ ما عَلِمتا وليسَ لِجاهلٍ في الناس مَعنىً ولـو مُـلكُ العراقِ لهُ تأّتَّى سـينطقُ عنكَ عِلمكَ في نديٍ ويُـكتبُ عَنكَ يوما إنْ كتبتا ومـا يُـغنيكَ تشييدُ المباني إذا بـالـجهل نَفْسَكَ قد هَدَمْتا جَعَلْتَ المالَ فوقَ العِلمِ جهلاً لَـعَمْرُكَ في القضيةِ ما عَدَلْتَا وبـيـنهما بِنَصِّ الوَحيِ بونٌ سَـتَـعلمُهُ إذا ( طه ) قَرأتا لـئـن رفعَ الغنيُّ لواءَ مالٍ لأنـت لـواء عِلْمِكَ قد رفعتا وإن جلسَ الغنيُّ على الحشايا لأنتَ على الكواكب قد جلستا وإن ركـبَ الجِيادَ مُسَوَّماتٍ لأنـت مـناهِجَ التقوى ركبتا وَمَـهما افتضَّ أبكار الغواني فكمْ بِكْرٍ منَ الِحكم افْتَضَضْتَا ولـيـسَ يضرُّكَ الإقتارُ شيئاً إذا مـا أنـتَ ربَّكَ قدْ عَرَفْتَا فـمـاذا عِندهُ لكَ مِنْ جميلٍ إذا بِـفِـنـاءِ طـاعَتِه أنختا فقابلْ بالقبولِ صَحيْحَ نُصحي فإن أعرضتَ عنه فقد خَسِرتا وإن راعـيـتَـهُ قولاً وفِعلاً وتـاجـرْتَ الإلـه بهِ رَبِحْتَا فـلـيـستْ هذِهِ الدنيا بِشيءٍ تَـسُـوؤكَ حِـقْبَةً وتَسُرُّ وَقتا وغـايَـتُـها إذا فكَّرْتَ فيها كَـفَيئِكَ أو كَحُلْمِكَ إن حَلَمْتا سُـجِنْتَ بِها وأنتَ لها مُحِبٌ فـكـيفَ تُحِبُّ ما فيه سُجِنتا وتُطعِمُكَ الطَّعامَ وعن قريبٍ سـتَطْعَمُ منك ما مِنها طَعِمْتا وتَـعـرى إنْ لبِستَ لها ثِياباً وتُـكـسى إنْ ملابسها خَلَعْتا وتـشـهـدُ كلَّ يومٍ دفنَ خِلٍ كـأنـكَ لا تُـراد بِما شَهِدتا ولـمْ تُـخْلَق لِتَعْمُرَها ولكن لِـتَـعْـبُـرها فَجِدَّ لِما خُلِقتا ولا تحزن على ما فات منها إذا مـا أنت في أُخراكَ فُزتا فـلـيـس بنافعٍ ما نِلتَ فيها مِنَ الفاني ، إذا الباقي حُرِمتا ولا تضحك مع السفهاءِ لَهواً فإنكَ سوفَ تبكي إن ضَحِكتا وكيفَ لك السُّرورُ وأنتَ رَهْنٌ ولا تَـدري أَتُـفْدى أم غَلِقْتا وسَـلْ من ربك التوفيق فيها وأخلصْ في السؤالِ إذا سألتا